أبرز 10 أحداث شهدها العالم في العام 2025

مع مشارف استقبال العام الجديد 2026، نتذكر أن عام 2025 كان عاماً استثنائياً بكل المقاييس؛ وعلى العيد السياسي الدولي كان المشهد ملتهباً، عاماً طغى عليه التناقض بين محاولات التهدئة الدولية والتصعيد الداخلي والإقليمي. فبين العودة المدوية لدونالد ترامب إلى سدة الحكم في الولايات المتحدة، مروراً بإقرار هدنة هشة في قطاع غزة بعد عامين من الحرب المدمرة، وصولاً إلى استعار النزاعات الكبرى في السودان وأوكرانيا، شكلت الأحداث العشرة الأبرز في هذا العام منعطفات حاسمة أعادت صياغة الأولويات السياسية والأمنية والاقتصادية العالمية.
1. العودة المدوية لدونالد ترامب وسياسة “أمريكا أولاً”
منذ عودته إلى البيت الأبيض في مطلع 2025 بشهر يناير، مضى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تنفيذ أجندته التي ترفع شعار “أمريكا أولاً”، مدعماً إياها بسلسلة من الأوامر التنفيذية التي وإن علق بعضها قضائياً، إلا أنها أحدثت تحولات عميقة.
وقد شملت إجراءاته إشعال حرب تجارية عبر فرض تعريفات جمركية انتقامية، وتنفيذ عمليات ترحيل جماعية للمهاجرين غير النظاميين، بالإضافة إلى تفكيك قطاعات في الحكومة الفدرالية ومحاربة برامج التنوع والشمول.
ويرى المعارضون أن سياسات ترامب زعزعت الحقوق الأساسية في البلاد، بالرغم من تزايد السخط الشعبي حيال القضايا الاقتصادية وارتفاع كلفة المعيشة، وتلقي الحزب الجمهوري هزائم قاسية في الانتخابات المحلية الحاسمة.
2. هدنة غزة المعقدة وتصعيد التوترات الإقليمية
شهد قطاع غزة إقرار اتفاق لوقف إطلاق النار في العاشر من أكتوبر، بعد ضغط أمريكي مكثف عقب عامين من حرب مدمرة بدأت بهجوم حماس في السابع من أكتوبر عام 2023.
وقد أتاح الاتفاق، المستند إلى خطة ترامب، إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين مقابل معتقلين فلسطينيين، وسمح بدخول محدود للمساعدات الإنسانية.
غير أن المفاوضات على المرحلة اللاحقة، خاصة نزع سلاح حماس، لا تزال حساسة للغاية وسط تبادل الاتهامات بانتهاك الاتفاق واستمرار الضربات الإسرائيلية العنيفة.
وتصاعدت حدة التوترات الإقليمية بشكل خطير، حيث نفذت إسرائيل هجوماً غير مسبوق على إيران في 13 يونيو أدى إلى حرب استمرت 12 يوماً مستخدماً منشأت نووية بمشاركة أمريكية، كما شنت غارات غير مسبوقة على قطر استهدفت مسؤولين في حماس.
كذلك مازالت التوترات الإقليمية في التصاعد مع استمرار الضربات الإسرائيلية على معاقل حزب الله في لبنان، والتفاوض على تسليم ترسانتها مع الحكومة اللبنانية.
3. منعطف خطير في الحرب السودانية و”حرب الفظائع”
مروراً يتفاقم حدة النزاع المستمر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، الذي اتخذ منعطفاً دموياً مع سيطرة الدعم السريع على مدينة الفاشر في 26 أكتوبر، بعد حصار استمر 18 شهراً.
وقد حذرت الأمم المتحدة من ارتكاب مجازر وعمليات اغتصاب وعمليات إعدام على أساس عرقي، مما أعاد إحياء شبح حرب دارفور في مطلع الألفية. وبسقوط الفاشر، باتت جميع عواصم ولايات دارفور الخمس تحت سيطرة قوات الدعم السريع.
كما امتدت المعارك إلى إقليم كردفان الاستراتيجي. هذا التوسع يهدد بتقسيم السودان فعلياً إلى محور شرقي وغربي، فيما تصف الأمم المتحدة هذا النزاع بـ”حرب الفظائع” المروعة.
4. جهود السلام المتعرجة في أوكرانيا وتصعيد ميداني
ومع تمكن ترامب من السلطة من جديد، شكلت عودته نقطة انطلاق لجهود إنهاء الحرب الأوكرانية، على الرغم من العلاقة المتذبذبة لترامب مع نظيريه الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
ورغم محادثات مباشرة بين الروس والأوكرانيين في إسطنبول وقمة بين ترامب وبوتين في ألاسكا، لم يسفر ذلك عن تقدم ملموس. ويستمر الكرملين في رفض وقف إطلاق النار والمطالبة بتنازل أوكرانيا عن الأراضي المحتلة.
وعلى الصعيد الميداني، يواصل الجيش الروسي تقدمه في الشرق متجاهلاً أي مساعي دولية عكس مراميه، وضاعفت موسكو ضرباتها على منشآت الطاقة والسكك الحديدية، في حين استهدفت كييف منشآت نفطية روسية.
5. اشتعال الحرب التجارية الدولية
انطلاقاً من قناعة ترامب بأن التبادلات التجارية غير عادلة للولايات المتحدة، فرضت واشنطن تعريفات جمركية واسعة على السلع المستوردة من دول مختلفة، خاصة على قطاعات استراتيجية كـ الصلب والألومنيوم.
وقد ردت الدول المستهدفة بتدابير انتقامية، مما أثر سلباً على الاقتصاد العالمي. ورغم التوصل إلى اتفاقات هدنة صعبة مع الاتحاد الأوروبي والصين في نهاية أكتوبر، إلا أن المفاوضات مع المكسيك وأوتاوا ظلت عالقة.
وفي محاولة لخفض كلفة المعيشة الداخلية، وافق ترامب على إلغاء الرسوم الجمركية على بعض المنتجات الغذائية المستوردة.
6. انتخاب أول بابا أمريكي للكنيسة الكاثوليكية
في الثامن من مايو، دخلت الكنيسة الكاثوليكية مرحلة جديدة بانتخاب روبرت فرانسيس بريفوست، البالغ من العمر 69 عاماً، ليكون أول بابا أمريكي، تحت اسم لاوون الـ14، خلفاً للبابا فرنسيس الراحل.
ويُصنف البابا الجديد، الذي كان مبشراً في البيرو، ضمن الكرادلة المعتدلين، ويسير على خطى سلفه بالتركيز على القضايا الاجتماعية مثل دعم الفقراء والمهاجرين والبيئة. ولكنه قدم تنازلات للأوساط المحافظة، بإعادة السماح بإقامة القداس التقليدي في الفاتيكان، واستبعاد رسامة النساء شماسات أو الاعتراف بزواج المثليين على المدى القريب.
7. احتجاجات “الجيل زد” تتحدى النخب
كذلك شهد العام 2025 تعالي صوت الجيل الجديد ، فكانت تحركات واسعة النطاق قادها شباب “الجيل زد” في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية. تظاهر الشباب ضد سوء ظروف المعيشة، وحجب شبكات التواصل الاجتماعي، وفساد النخب السياسية.
وشملت الاحتجاجات البيرو والمغرب، وبلغت ذروتها في النيبال حيث أجبر رئيس الحكومة على الاستقالة، وفي مدغشقر حيث أطاح الجيش بالرئيس.
وأصبح “علم القراصنة” المستوحى من الرسوم المتحركة اليابانية “وان بيس” رمزاً عالمياً للنضال ضد القمع بين المتظاهرين.
8. استثمارات ضخمة في الذكاء الاصطناعي ومخاوف “الفقاعة”
شهد قطاع الذكاء الاصطناعي نمواً متسارعاً وتمويلاً ضخماً، حيث من المتوقع أن يصل الإنفاق العالمي عليه إلى حوالي 1.5 تريليون دولار في 2025.
ورغم ارتفاع قيمة شركات مثل “إنفيديا” إلى مستويات قياسية تفوق 5 تريليونات دولار، إلا أن هذه التقييمات الفلكية أثارت مخاوف من فقاعة مضاربة محتملة قد تؤدي إلى انهيار الأسعار.
وتصاعدت المخاوف المرتبطة بالذكاء الاصطناعي في ظل أمثلة على التضليل الإعلامي، وانتهاك حقوق النشر، بل واتهامات وجهها والدا مراهق منتحر لبرنامج ChatGPT بتشجيعه على الانتحار، مما دفع لتشريع ضوابط جديدة في ولاية كاليفورنيا.
9. غارات أمريكية في الكاريبي والهادئ تحت شعار “مكافحة المخدرات”
وفي أغسطس من هذا العام، بدأت الولايات المتحدة حملة ضربات استهدفت قوارب في بحر الكاريبي والمحيط الهادئ، تحت ذريعة مكافحة تهريب المخدرات، مما أسفر عن مقتل العشرات.
رفضت وزارة العدل الأمريكية اتهامات الأمم المتحدة بـ”الإعدام خارج نطاق القضاء”، مؤكدة قانونية الضربات.
وقد أدت هذه الحملة إلى تصعيد التوترات الإقليمية مع فنزويلا، التي اتهمت واشنطن باستخدامها كذريعة للإطاحة بالرئيس نيكولاس مادورو والسيطرة على احتياطيات النفط في البلاد.
10. الظواهر الجوية المتطرفة.. إعصار “ميليسا” وحرائق أوروبا
شهد العام 2025 موجة غير مسبوقة من الظواهر المناخية المتطرفة، التي أصبحت أكثر فتكاً وتدميراً بفعل النشاط البشري.
فقد ضرب إعصار ميليسا، وهو أحد أقوى الأعاصير، منطقة الكاريبي، مدمراً مناطق في جامايكا وأغرق هايتي وكوبا.
وفي جنوب شرق آسيا، تجاوز عدد ضحايا الفيضانات الألف في إندونيسيا وحدها. كما اجتاحت حرائق الغابات غير مسبوقة أوروبا بأكملها، حيث سجل الساحل الفرنسي المطل على البحر الأبيض المتوسط أسوأ حرائقه منذ 50 عاماً، مما يؤكد التهديد المتزايد الذي يواجه الكوكب.



